الجبيل اليوم | الجبيل
كشف المتخصص في الموارد البشرية والمدرب المعتمد من المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني الأستاذ: وارد الفضلي عن أهمية الشغف و طريقة اكتشافه وقال لـ” الجبيل اليوم ” ممّا لا شكّ فيه أن كلمة “شغف” أضحت أكثر شيوعًا بين جيل الشباب في الآونة الأخيرة، وازدادت الدعوة لاتّباع الشغف وتحقيقه والعثور عليه، فما هو الشغف؟ كيف تعيشه؟ وكيف تعثر عليه؟
هل اكتشفت ما هو شغفك في الحياة
تمّ تعريف الشغف في قاموس أوكسفورد بأنه شعور قويّ للغاية بالكاد تستطيع السيطرة عليه. ووصفته أوبرا وينفري قائلة: “الشغف هو طاقة، وشعور بالقوة نابع من التركيز على ما يثير حماسك”
لقد صدقت أوبرا بالفعل في وصفها، فإذا التقيت بشخص شغوف ستلحظ وتشعر على الفور بكميّة هائلة من الطاقة تنبعث منه. وكلّما زاد شغفك اتجاه نفسك، عملك، حياتك أو أي شيء تقوم به، زادت كميّة الطاقة الإيجابية المنبعثة منك. والسعادة الحقيقية تأتي حينما تتبع شغفك. قد تتساءل: ما نفع الشغف وما أثره على حياتي؟ والجواب هو أنّ للشغف عظيم الأثر على كلّ جانب من جوانب حياتك مهما كبر أو صغر، فهو يشكّل وجودك، ويوقد إلهامك ويفتح أمامك فرصًا عظيمة. إنّه ببساطة الحماس والإثارة للحياة .
كيف يأتي الشغف؟
يأتي الشغف حينما تكون صادقًا مع نفسك، وتفعل ما يلهمك عقلك به دون جهد. عندما يكون ما تفعله متوافقًا مع طبيعتك، ستكتسب طاقة إضافية من القيام به بدلاً من أن تخسرها. ومن الجدير بالذكر أنّ كسب العيش من القيام بعمل أنت شغوف به هو من أعظم وأروع ما يمكن أن يحصل لك.
حينما تحبّ ما تفعله – سواءً كان ذلك وظيفة أو دراسة أو غيرها- سيحفّزك شغفك لهذا الأمر لتنهض في كلّ صباح بكامل نشاطك، وستجد أنّك في كلّ يوم متشوّق للمستقبل. بالنسبة لك، “العمل” ليس عملاً وإنّما متعة، و”الدراسة” ليس دراسة وإنّما إثارة و “الوظيفة” ليست وظيفة بعد الآن وإنما “شغف”.
عندما يتوافق شغفك مع وظيفتك أو دراستك، لن تشعر بأنها صعبة على الإطلاق، ولن تمانع أن تمضي عددًا من الساعات يفوق ما يمضيه الشخص الطبيعي، لأنك لن تشعر بمرور الوقت. وسيظهر شغفك للعيان ويشكّل كامل الفرق ما بين الوظيفة العادية والوظيفة المجزية المربحة. في حال لم تكن سعيدًا في وظيفتك أو تخصصك، فذلك لن يحول بينك وبين السعادة وحسب بل إنّك بهذه الطريقة تمنع نفسك من اكتشاف قدراتك الحقيقية.
ليس هذا وحسب، إحدى أعظم فوائد الشغف أنه يزوّدك بالطاقة الكافية لتجاوز مختلف العقبات التي تواجه، سواءً كانت حقيقية على أرض الواقع أو وهمية من صنع خيالك. عندما تكون شغوفًا ستزداد ثقتك بنفسك وسترى من العالم حولك مكانًا للفرص اللامحدودة، ستصبح أكثر جرأة وشجاعة للمغامرة والمخاطرة من أجل تحقيق حلمك.
كيف تعيش مع شغفك وتعثر عليه؟
العيش بشغف يعني امتلاك الشجاعة الكافية للتعبير عن أفكارك وآرائك وقناعتك بلا خوف، إنه وسيلتك للتعبير عن حبّك للحياة. ويأتي حبك هذا من واقع أنّك تعيش حياة أنت اخترتها وليس حياة أجبرت على عيشها.
اتفقنا اذن على أهمية الشغف وروعته وأثره العظيم في حياتنا، لكن الكثير منّا مع ذلك عاجز عن العثور على شغفه الحقيقي، ويجهل حتى كيفية البدء بالبحث عنه والوصول إليه. لكن لا داعي لليأس والشعور بالإحباط، العثور على شغفك الحقيقي أبسط بكثير ممّا تخيّل، وإليك فيما يلي خطوات بسيطة ستساعدك في اكتشاف شغفك
1- حدد ما تبرع فيه
خذ ورقة وقلمًا وابدأ بالإجابة عن الأسئلة التالية: ما هي مهاراتك، مواهبك، مميزاتك كفرد؟ ونقصد بهذه الأمور كلّ ما تبرع فيه بالفطرة وتستمتع بالقيام به. الكثير منّا ينسى الأمور التي يبرع فيها لأنها تأتي بالفطرة ولا يبذل جهدًا في أدائها. عد بذاكرتك إلى الماضي، حينما كنت أصغر سنًّا وفكّر بالوظائف، المشاريع، أو الهوايات التي قمت بها. ربما تكون قد نسيت لكن لعلّك كنت دائمًا كاتبًا بارعًا، رسّامًا ماهرًا، معلّمًا جيّدًا أو غيرها. رتّب إجاباتك في قائمة وفكّر بما كتبته، ستكتشف شغفك لا محالة!
2- حدد ما يحمسك
فكّر بالأمور التي توقد في داخلك شعلة الحماس، هل هي جزء من وظيفتك؟ هل هي هواية ما؟ عمل جانبي؟ نشاط تطوّعي تنفق وقتك فيه؟ قد يكون أمرًا تقوم به كزوج أو ولي أمر أو صديق، وقد يكون أمرًا لم تقم به منذ وقت طويل. خصّص ساعة من يومك للتفكير بإجابة لهذا السؤال، فشغفك يكمن هناك.
3- ما هو الأمر الذي تنفق ساعات في القراءة عنه
عندما تكون شغوفًا بموضوع ما، ستسعى دومًا لمعرفة المزيد عنه، ستقرأ عنه كثيرًا، وتبحث عن معلومات إضافية عنه، ربما تشاهد الكثير من البرامج حوله وتستمع لمحاضرات ومناظرات متعلّقة به. فكّر بالأمور التي تقضي وقتك في محاولة معرفة المزيد عنها، فهذه إشارة قوية ومفتاح لاكتشاف شغفك. تذكّر دومًا هذه الجملة المميزة التي وردت على لسانأوبرا وينفري: “إذا لم تكن تعرف ما هو شغفك، فاعلم أنّ السبب الرئيس من وجودك على الأرض هو العثور عليه!”
4- فكّر فيما تكرهه
قد يبدو هذا الأمر غريبًا، لكنّ نتائجه مذهلة، ابدأ بوضع قائمة بأنواع الوظائف أو التخصصات أو الأعمال التي تكره القيام بها. وبمجرّد أن تستبعد هذه الأمور، ستكتشف أن شغفك بات أكثر وضوحًا. ليس هذا وحسب، فكّر بالأشخاص الذين تشعر بالغيرة منهم، أو تحسدهم – لا تخجل من مشاعرك، فهذه فطرة بشرية – لكن وبدلاً من الاستمرار في عيش هذه المشاعر السلبية اتجاههم، حلّل السبب وراءها، ما الذي يفعلونه ويجعلك تشعر بالرغبة في أن تكون مثلهم؟ جرّب القيام بتلك الأشياء التي يقومون بها، فقد يكون شغفك قابعًا في إحداها!
إذن، ماذا تنتظر؟ ابدأ الآن بتخيل ما ستكون عليه حياتك في حال عشت بشغفك، تخيّل الإمكانيات اللامحدودة التي ستكون متاحة أمامك، كن جريئًا بما يكفي لتعيش حلمك، ولتبحث عمّا تحبّه حقًا. كن واثقًا دومًا أنّ الثقة والشغف، ان اجتمعا معًا فسيصبح كلّ شيء ممكنًا وستنمحي كلمة المستحيل من قاموسك.
المراجع: .telegraph، absoluteconfidence for9a,